هيرمس
شايل جيل

مصر بتِتْطّور يلا نطوّر أفكارنا 2

 

التطوير بسواعد رواد الأعمال# ومبادرة أبوهشيمة#

 

"رائد الأعمال" مصطلح حديث لما تعارفنا عليه في مجتمعنا بـ "الرجل العصامي" الذي يبني نفسه من الصفر، وهو وصف لكل شخص يبدأ عملاً قد يتسم بالإبداع وبالمخاطرة في كل أو بعض جوانبه، وإذا تفاداها وحقق نجاحاً يصبح رجل أعمال.

أول من ذكر هذا المصطلح هو الاقتصادي الأيرلندي الفرنسي الأصل ريتشارد كانتيلون، أطلقه على الشخص الراغب في إنشاء مشروع جديد، مهما كان حجمه كبيراً أو صغيراً أو متناهي الصغر، أو البدء بشركة جديدة، ويرضى بتحمل مخاطر هذا المشروع الجديد ونتائجه.

أهم أنواع المخاطرة هي التمويل وإدارة المشروع، وإذا توافر الدعم من البنية الاقتصادية القوية، والثقافة المجتمعية، وتبني تلك المشاريع من قبل جهات رسمية وأفراد متمكنين، فإن هذه المخاطر تقل تدريجياً، إذا كان لدى رائد الأعمال نفسه القدرة الإدارية والتسويقية للاستمرار في مشروعه.

يوجد حراك مجتمعي في مصر على المستوى الرسمي، فهناك توجيهات من الحكومة، وتتبنى البنوك تمويل مشاريع رواد الأعمال حسب شروط معينة، وتعقد العديد من المؤتمرات داخلياً وخارجياً، لإلقاء الضوء على أهمية ريادة الأعمال في تنمية وتطوير أي اقتصاد يطمح ليكون ضمن مصاف الدول المتقدمة، خاصة ونحن في عصر الحكومات الإلكترونية والذكية.

دور القطاع الخاص حيوي في انتعاش فكر ريادة الأعمال، لأن القائمين عليه – ببساطة – هم رجال أعمال عركوا السوق وفهموا كل متطلباته، وهم القادرون على إحداث التوازن ولو نسبياً مع القطاع العام، لتوفير بيئة استثمارية ملائمة تستوعب وتسوق لمنتجات هؤلاء الرواد.

 وعدت في تعليق بموقع "لينكدان" على مبادرة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لدعم رواد الأعمال، بالقاء الضوء عليها في إطار تطبيقه لمفهوم المسئولية المجتمعية، ولتوظيف طاقات شباب مصر بشكل صحيح، ووضعهم على أول الطريق لتحقيق أحلامهم، من خلال تنظيم مسابقة للمشروعات الناشئة، بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

في الفيديو المنشور أوضح أبوهشيمة أنه يؤمن بأن ريادة الأعمال هي أمل كبير للاقتصاد المصري، وفرصة للتفكير خارج الصندوق، لوجود مشاريع ننافس بها الدول التي تصدر لنا أشياء بسيطة بمبالغ كبيرة.

بمجرد نشر فيديو المبادرة تواترت التعليقات، وكان من بينها التي تشكك في مصداقيتها، والأهداف الخفية وراءها، واستغلال هؤلاء البسطاء في تحقيق أرباح مالية إضافية، ومن شكك في مصادر التمويل، وقس على ذلك ما أرت من أفكار سلبية.

وهنا أتساءل لمصلحة من إشاعة هذه الروح السلبية والتشكيك في المبادرة؟ لماذا لا نعطي أنفسنا فرصة التجربة أولاً ثم تقييمها، وفي النهاية الحكم عليها؟! أليس هذا أسهل وأكثر إيجابية وتفاولاً؟ بدل الإحباط والتشاؤم الذي يقتل الأفكار الإبداعية التي هي أساس المبادرة!!

مثل هذه الأفكار الهدّامة لا وجود لها في تطوير مصر، ولا أنصح أبداً أي رائد أعمال بأن يكررها أو يفكر فيها للحظة، بل من الآن – إن كنت لم تشاهد الفيديو – استعد للتقديم على صفحة  أحمد أبوهشيمة، واملأ الاستمارة فور وجودها، وركز جهودك وطاقتك لإثبات أن مشروعك – من بين 30 مشروعاً – جدير بأن يتحقق على أرض الواقع، لتستفيد منه ولتفيد بلدك، جرّب ولن تخسر أبداً حتى لو لم يتم اختيار مشروعك، فبالتأكيد ستعرف نقاط الضعف فيه وستعالجها وستنجح في النهاية.. ولا حاجة هنا لذكر نماذج لمشاريع صغيرة صارت اليوم مجموعات عملاقة في كل المجالات، لأن كل مهتم بمجال يعرف أهله.

تحتاج ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع المصري لتضمينها في المناهج الدراسية، وتدريب الطلاب على ابتكار نماذج لمشاريع يحلمون بتطبيقها، وبالتأكيد سيسعى معظمهم لتنفيذ تلك الأحلام كل بطريقته، أو على الأقل نكون غرسنا ثقافة ريادة الأعمال في عقول أجيال قادمة تواكب تقدم العالم المتسارع النمو، عندما يشتد عودهم ويبنون مستقبلهم ومستقبل بلدهم.