هيرمس
شايل جيل

بدون احراج

معدن كورونا!!

 

كشفت ازمة كورونا ان للفيروس وجوه متعددة ومتنوعة من بلد للاخر وتخفى وراء ستارها معادن المواطنين بتصرفاتهم داخل كافة البلدان ..حيث تبين افعالهم مدى اصالتهم ومعدنهم اذا ما كان نفيس لان قلبهم ابيض ونظيف مثل لبن الحليب او معدن رخيص لانه نذل وخسيس

وعند الازمات والمخاطر ينكشف معدن المصرى من مكان للاخر ومن المفارقات ان البعض يستغل الازمة داخليا لتحقيق مكاسبه وتضخم ثروته خاصة اذا كان ينتمى لفئة بعض من معدومى الضمير باوساط تجار الجملة او التجزئة رغم انه من المفترض الاقرب لمواطنيهم من جيرانهم وزملائهم وابناء مناطقهم للمساهمة حتى فى التخفيف من الاثار النفسية لحالة الرعب التى اصابت البعض من الفيروس رغم انهم بعيدين كل البعد عن هذا التخصص ولكن على الاقل يحافظوا على توازن الاسعار وعدم المغالاة فى سعر السلعة وبما يتيح الفرصة للاجهزة الامنية لتعقب المخالفين لساعات الحظر بدلا من تحميلهم اعباء اضافية بمطاردة التجار الجشعين والمحتكرين للسلع بالتخزين!!

وعلى الجانب الاخر وجدنا مصريين يضربون اروع الامثال فى العطاء والتعاون مع الشعوب التى يعيشون فى وسطهم باوربا والذين يعانون من تفشى المرض ببلدانهم سواء بايطاليا او اسبانيا حيث حرص البعض على انفاق ما تم توفيره من اعماله لشراء الخضروات والفاكهة وطرحها بدون مقابل للمواطنين المستحقين للدعم فى اطار مبادرة عطاء بلا مقابل

فعلا كورونا لها ايادى بيضاء حتى لو تم تطهيرها على بعض القطاعات التى ستحقق من ورائها مكاسب خيالية وبالجملة وفى مقدمتها شركات الاتصالات والانترنت وايضا شركات الادوية والمطهرات ومعامل الامصال واللقاح رغم تحفظها للقضاء عليها بدواء يجيب اجلها المستعجل بدلا من تسببها فى حصد الالاف من الارواح حتى الان!!

ومن المتوقع والمنتظر عقب السيطرة على اخطر ازمة تواجهها البشرية حاليا ان تكتظ العيادات النفسية بالمئات من المترددات لانتشالهن وعلاجهن من حالات الوسوسة وهسهس النظافة والشعور بان الفيروس يطاردهن فى كل لحظة!!

بالطبع لن تنجو كورونا من دعوات العاملين فى السياحة عليها لما اقترفته بفيروسها الاسود  عليهم وتاثيره على اكل عيشهم بعد ان توقفت حركة الطيران على مستوى العالم كاجراء احترازى لضمان عدم تفشى غليلها فى الراغبين بالسفر للسياحة والاستجماماوحتى للعودة للعمل او للاهل والاحباب والاصدقاء

ستظل ازمة كورونا محفورة  بالعقول ومطرودة من القلوب خاصة بعد ان حبست انفاس الجميع واقعدتهم فى منازلهم وربما تسببت فى وقوع حالات طلاق او قد تصل للخلع لمن ضاق بهم صدورهم فى المناقشات الزوجية والعائلية وربما عدلت وصلحت من اوضاع وسلوكيات سلبية كنا نعانى منها على مدى سنوات وسلوكيات غابت منذ فترة داخل اسرنا!!

[email protected]