هيرمس
شايل جيل

بدون رتوش

ملكة جمال مصر الجديدة

 

 

قد يشعر الإنسان فى طفولته بأن لديه موهبة فنية ويتمنى أن يكون فنانا فيصقلها حينما يكبر بالدراسة حتى يحقق أمنيته  ,  وقد لا يعرف الطفل بهذه الموهبة ولكن القدر يدفعه فى المستقبل نحو طريق الفن  ,  فيبدأه بالمصادفة ثم يكتشف أن لديه مواهب متعددة فيحب ما يعمله ويسعد بالجمهور وينال الشهرة فيشعر وكأنه لم يخلق إلا لكى يسعد الناس بما يقدمه لهم من أعمال درامية إنسانية ويصبح مصدر للبهجة والفرح فى حياة المشاهدين  ..  

من هؤلاء كانت الفنانة الراحلة ( شويكار ) التى ذكرت فى برامج ( مساء الجمال مع ميرفت ودلال ) على قناة الحياة و( ضيفنا الليلة ) لسامية الأتربى و( لسه فاكر ) لنهال كمال على قناة ماسبيرو زمان , و( ساعة صفا ) لصفاء أبو السعود على قناة ( راديو وتليفزيون العرب ) أنها أبدا لم تكن فى طفولتها تقف أمام المرآة لتمثل أو تغنى ولم تكن تفكر أنها ستصبح ممثلة  ,  فقد كانت تلميذة فى القسم الداخلى بمدرسة الراهبات الفرنسية وظلت تدرس وتعيش فيها لمدة أربعة عشر عاما  ,  وكانت المدرسة فى نهاية السنة تقيم حفل فنى يقدم فيه التلاميذ تمثيليات باللغة الفرنسية  وقدمت هى فى إحداها قصيدة شعر باللغة العربية عن ( قلب الأم ) فنالت إعجاب الحاضرين ,  ولما طلبت منها ميرفت أمين ودلال عبد العزيز فى برنامجهما أن تقول بعض أبيات منها ذكرتها كاملة لأنها برغم مرور كل هذه الأعوام مازالت تحفظها ولم تستطع أثناء إلقائها لها أن تمنع دموعها من التساقط تأثرا بمعانيها وذكرى الحديث عن الأم .. 

وهى فى السادسة عشرة من عمرها وقبل أن تحصل شويكار على شهادة إتمام الدراسة الفرنسية بعام واحد  ,  تزوجت من المحاسب ( حسن نافع ) وأنجبت منه إبنتها ( منة الله )  ,  ثم مرض زوجها وظل فى المستشفى لمدة عام كانت فيه إلى جواره وإستطاعت خلال تلك الفترة أن تحصل على الثانوية العامة الفرنسية نظام منازل ثم تنتسب بعد وفاته فى قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب ,  وكان والدها هو الذى أقنعها بالزواج من هذا الرجل حتى يتحمل مسئوليتها لأنه كان مريض ويخاف أن يموت ويتركها وإخوتها دون عائل ,  وهكذا وجدت نفسها أرملة وأم لطفلة عمرها عام وثلاثة أشهر بعد فترة زواج قصيرة امتدت لعامين وعدة أشهر ,  وكان عليها أن تعمل لتعول الإبنة  فتقدمت إلى شركة شل للعمل فى الترجمة ونجحت فى الإختبار ,  ولكن كان قدرها أن تكون ممثلة لأن الممثل والمخرج المسرحى والإذاعى الفنان ( محمود السباع )  كان صديق لوالدها (إبراهيم طوب صقال ) وكانت والدة المخرج السينمائى (حسن رضا ) صديقة لجدتها  , وكانا الإثنان يطلبان منها أن تمثل فى المسرح والسينما ولكنها لم تكن تريد أن تكون ممثلة نظرا لطبيعتها الخجولة بينما كان لوالدها رأى آخر ,  فقد كان يشجعها على التمثيل لتتخلص من حالة الحزن التى تعيشها والمسئولية الملقاة على عاتقها فى تربية إبنتها  ,  وكان يطلب من السباع ورضا الوقوف بجانبها لتتخطى ظروفها الصعبة ,  ولما فازت فى نادى هليوبوليس بلقب ( ملكة جمال مصر الجديدة ) وبدأت الصحف تكتب عنها ,  رأى فيها المخرج كمال الشيخ والمنتج جمال الليثى مواصفات شخصية مضيفة الطيران الجميلة التى تتحدث عدة لغات فى فيلم ( حبى الوحيد ) فذهبا إليها فى النادى وعرضا عليها الدور فوافقت ,  وتعترف شويكار فى برنامج ( مساء الجمال ) أنها عندما وقفت أمام النجم عمر الشريف كانت خائفة وتعيد المشهد أكثر من ثلاثين مرة ولكنه كان والمخرج يساعداها فى الأداء حتى تم التصوير  ,  كما أنها مثلت فى نفس الوقت مع المخرج حسن رضا فيلم ( من غير أمل ) ولكن تم عرض فيلم كمال الشيخ أولا  ,  ومع المنتج جمال الليثى مثلت دور ( كريمة )  خطيبة ( مراد سالم ) ـ رشدى أباظة ـ فى فيلم ( الزوجة 13 ) إخراج فطين عبد الوهاب الذى رأى فيها موهبة أداء التمثيل الكوميدى  ,  كما إختارتها الفنانة ( لبنى عبد العزيز ) والمنتج ( رمسيس نجيب ) لتقوم بدور ( لولو ) مصممة الأزياء فى فيلم ( غرام الأسياد ) أمام النجمين أحمد مظهر وعمر الشريف ,  وذكرت أنها فى عام واحد منذ بدأت طريق الفن كانت قد مثلت مجموعة من الأدوار المهمة فى حولى سبعة أفلام .. 

أما فى المسرح فكانت ( السكرتير الفنى ) أول مسرحية تشارك شويكار فى بطولتها من إنتاج مسرح التليفزيون الذى كان يرأسه فى ذلك الوقت الفنان والمخرج ( السيد بدير ) وكان سيخرجها ويقوم ببطولتها فى دور ( ياقوت أفندى ) ,  فعرض عليها البطولة النسائية ولكنها رفضت وأخبرته إن عمرها أصغر من أن تمثل شخصية تلك المرأة سيدة الأعمال الثرية  ,  ثم وافقت بعد أن أقنعها الفنان عبد المنعم مدبولى الذى تم إسناد الإخراج إليه بعد سفر السيد بدير إلى الخارج ,  واختار مدبولى لدور البطولة النجم الراحل أستاذ الكوميديا الراقية ( فؤاد المهندس ) فكانت تلك المسرحية هو أول لقاء يجمعهما معا على خشبة  المسرح .. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية .

[email protected]