هيرمس
شايل جيل

أقول لكم

نظام عالمي جديد بعد " كورونا"

يكشف تنظيم الإخوان الإرهابي في كل يوم عن وجه قبيح جديد، إذ استغل تفشي فيروس كورونا عالمياً لإطلاق شائعات عن مصر عبر قنواته التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ودعا المصابين من عناصره الإجرامية لنشر المرض بين رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وكافة أبناء المجتمع، ما يؤكد أنها جماعة شيطانية تسعى لقتل الأبرياء بكافة السبل بعد أن سولت لها نفسها أنها يمكن أن يكون لها دور في الحياة السياسة بمصر رغم أن الشعب نبذها وهرب الخونة من قيادتها خارج الحدود لملاذاتهم الاًمنة في تركيا وقطراللتين تنفق عليهما ببذخ، لكن الجماعة لازالت تطلق سهامهما الطائشة على مصر من جميع الاتجاهات لتشويه سمعتها، فكانت تويتة الخائن جمال ريان مذيع قناة الجزيرة التى طالب خلالها بلجنة طبية دولية لتقصي حقيقة انتشار المرض في مصر، دليلاً على كراهيته للدولة التى حاربت من أجل وطنه فلسطين وضحت بأرواح 120 ألف شاب، ولذا حان الوقت ليحاسب هذا الإهاربي المرتزق على أكاذيبه وأن ينال العقاب الرادع.

لقد كشفت أزمة كورونا عن سقوط أفنعة تنظيم الإخوان الإرهابي، فضلاً عن قدرة الصين الفائقة في التصدي للمرض خلال فترة وجيزة أبهرت العالم، ما جعلها تنال المزيد من الثقة الدولية بزيادة فرصتها لأن تكون إحدى الدول التي تقود العالم خلال السنوات المقبلة، وإذا كان الرومان أول من استخدم مصطلح نظام عالمي جديد، ليعبّرعن حدوث تغيّرات جذرية في موازين القوى الدولية، فأن نهاية الحرب العالمية الثانية أفرزت نظاماً عالمياً جديداً قادته الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1945 حتى الاَن بسبب قوتها العسكرية والاقتصادية الهائلة، إلا أن السنوات الأخيرة كشفت عن قدرات كبيرة لبكين جعلتها من الممكن أن تكون شريكاً لواشنطن وموسكو في قيادة العالم، إذ تقدم الكثيرمن الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية، في الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن تخلت عن دور"شرطي العالم".

لقد كان أسلوب تعامل الصين مع المشكلة تتويجاً لما يحدث في دول كثيرة في العالم خصوصاً بالشرق الأوسط منذ سنوات، بأن النظام العالمي الجديد في مرحلة المخاض، إلا أنه قد بدأ  الاّن في التشكل بعد تنامي دور بكين وموسكوفي الكثيرمن ملفات الشرق الأوسط، في الوقت الذي غزا التنين الصيني غالبية دول اّسيا و أفريقيا، فيما تشهد فيه دول الاتحاد الأوروبي تفككاً بخروج بريطانيا وقد يتبعها دول أخرى، وأري أن النظام العالمي الجديد الذي يتوقع أن تشارك الصين في قيادته في حاجة إلى تكتل عربي جديد يكون أكثر فاعلية من جامعة الدول العربية، أساسه الترابط الاقتصادي والدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب وكلها قضايا مهمة تحتاج إلى التعاون القوي بعيداً عن الانعزالية التي تتبعها بعض الدول، لأن العالم سيشهد تحديات كثيرة خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في حال اتفاق الصين وروسيا على أن يكون لهما دور فاعل في النظام العالمي الجديد، حيث تحقق الدولتان نمواً اقتصادياً متسارعاً ويقدمان الكثيرمن الدعم للدول الباحثة عن مكان وسط الكبار.

وأقول لكم، إن الإجراءات التي إتخذتها الحكومة لحماية الشعب من كورونا قللت من انتشار المرض إلى حد كبير بدءاً من تخصيص مستشفيات لعزل المرضى وتعليق الطيران والدراسة إلى وقف صلاة الجماعة في المساجد والكنائس إضافة إلى القرارات الاقتصادية، كل ذلك أسهم في خفض حجم الخسائر، ويقيني أن مصر ستخرج من هذه الأزمة أقوى مما كانت لتواصل مرحلة البناء والتنمية التي انطلقت منذ سنوات، الذي سيحدد ملامحه الأقوياء، بعد أن تفككت الكثير من دول الشرق الأوسط نتيجة الحروب والصراعات الداخلية، والدليل على ذلك ما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا وهوما يعد الوقود للنظام الجديد الذى أظن أن مصر سيكون لها دور مهم في تشكيله بقوتها العسكرية والاقتصادية ورؤية قيادتها السياسية.

[email protected]