هيرمس
شايل جيل

هوية مصر الإعلامية جاهزة للإطلاق

آن الأوان بعد التغيرات الإيجابية الجوهرية في الإعلام المصري، أن نطلق هوية مصر الإعلامية، ولا أقول مثل دولة كذا وكذا، فلكل دولة خططها وأولوياتها، ولكن أمَا وقد صار للدولة وزير للإعلام هو أسامة هيكل، ورئيس للمجلس الأعلى للإعلام هو كرم جبر، ورئيس للهيئة الوطنية للصحافة هو عبد الصادق الشوربجي، ورئيس للهيئة الوطنية للإعلام هو حسين زين.. فماذا ننتظر لإطلاق هوية إعلامية تشكل صورة ذهنية وتجربة حياتية عالمية، تعكس هويتنا المتفردة، التي نباهي بها دولاً مستعدة لإنفاق ملايين الدولارات ليكون لها بعض ما عندنا!! 

تسعى كثير من الدول لإيجاد هوية إعلامية تقيس بها الانطباع الشعبي المحلي، وأثرها لدى المجتمع الدولي، لترسخ صورتها دولياً، فعندما تذكر اسم تلك الدولة أو تشاهد هويتها وشعارها تستحضر انطباعك عنها مباشرة، ومرة بعد أخرى ترغب في زيارتها كسائح أو مستثمر أو غير ذلك، وتنقل خبرتك عنها لمن حولك بأي صورة كانت.

أما مصر فعندما نطلق هويتها فذلك يكون لغرض واحد هو تعزيز صورتها التاريخية بشعار يواكب التطور العالمي المتسارع تكنولوجياً خاصة، وفي كل المجالات عموماً.. نستوحي فيه المقومات الإنسانية والثقافية والتاريخية والاقتصادية، نبرز الجوهر النقي المتميز الذي يرى العالم في انعكاسه المبهر ما يمثل مصر، ويرفع مكانتها السوقية في مصاف الدول المتقدمة كدولة رائدة في السياحة وقطاع الأعمال، ويزيد قيمة الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر والتبادلات التجارية، ويضع الأسس لعلاقات متينة مع المجتمع الدولي .

لأننا دولة راسخة في التاريخ القديم والمعاصر، لا نصطنع تاريخاً زائفاً ونروج له، بضاعتنا متفردة، أصلية بأختام الفراعنة، والرومان المسيحيين، والعرب المسلمين، كل منطقة فيها لها تاريخ تحكيه في تراثها غير المادي شفاهة وبفنونها الشعبية والتراثية، وبالإشارة له كتراث مادي في مختلف اتجاهات البوصلة!!

أحياناً يكون الشيء أمامنا، ولكننا نبحث عنه!! وهذا ما حدث هنا في موضوع الهوية، كثير من المهتمين طالبوا بوجود هوية إعلامية ووضعوا التصورات والخطط، مدللين على أهميتها التي لا يختلف عليها أي إعلامي، وسترحب بها كل الفئات، لأنها ستعكس انتماءهم، وسيشيرون لها بالبنان لأنها ببساطة هويتنا الإعلامية جميعاً.

ولا أجد أفضل من شعار الفضائية المصرية ليكون هو الهوية الإعلامية، فمن في أي دولة بالعالم إذا رأى الأهرامات يساوره الشك للحظة في أي بلد موجودة!! وبمجرد رؤيتها لا يستحضر تاريخ وعظمة هذا البلد، ويدفعه الشوق أو الفضول لزيارتها، أو القراءة عن تاريخها!! هذا فضلاً عن تكوينه الإبداعي، الذي يعكس صورة مصر الحديثة.

في اعتقادي .. إن اعتماد هذا الشعار سيوفر الوقت والجهد، وسيجبر فجوة إعلامية مهمة في هذا التوقيت الذي نسعى فيه لتحقيق معادلة إعلامية صعبة في عالم ملئ بالتحديات التكنولوجية المتسارعة، التي لو ظللنا نعالجها بمفاهيم ورؤى لا تتواكب مع طبيعتها، ونضع خططاً على الورق لا تتفق مع الواقع فلن نلحق بها أبداً، وسنخسر الكثير من أصولنا، وستنظر إلينا الأجيال القادمة، وشبابنا الذي تمثل هذه التكنولوجيا أسلوب حياته، نظرة إشفاق مصحوبة بتساؤل صعب، أين أنتم من العصر الذي نعيش فيه؟ وماذا قدمتم لنا؟ إن المرحلة الحالية تتطلب حلولاً عملية مبنية على قاعدة بيانات حديثة محلياً وإقليمياً ودولياً، ليستطيع متخذ القرار إصدار القرار المناسب في الوقت المناسب ويكون قابلاً للتنفيذ فوراً بما يعود بالنفع على الجهة وعلى المجتمع.