التكافل الاجتماعي هو معنى جميل وقيمة سامية نحتاجها في مجتمعاتنا الإسلامية فالتكافل هو قمة التواصل المجتمعي وليس مجرد التواصل فحسب ولكن التأثير الإيجابي والنافع لكل أفراد المجتمع، هو إحساس كل إنسان مسلم بأخيه، بجاره، بزميله في العمل، بصديقه، بكل محتاج، بكل مكلوم، دون أن يشتكي يجدني بجواره أقدم له يد العون والمساعدة.
والتكافل الاجتماعي تجلى في أبهى صوره في صدر الإسلام مع رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلـم والصحابة الكرام فرباهم رسولنا العظيم على القيم والمبادئ والأخلاقيات ورغب في تكافل بعضهم لبعض وكما قال صلى الله عليه وسلـم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقال أيضاً (الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه).
فالصحابة العظام تربوا على هذا المنهج النبوي الذي يؤصل من قيمة التكافل الاجتماعي ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب وزيادة اتساعها في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز امتلأت خزائن بيت مال المسلمين وكانت تصرف الأموال على الفقراء والمساكين وعلى تزويج الفتيات ومساعدة الغير قادرين والمرضى حتى أنه لم يعد هناك محتاجاً ولا فقيراً وكانت الأموال كثيرة ولا تجد من يأخذها، كان المجتمع كله لديه الوعي الكامل والثقافة اللازمة التي تحفزه على عمل الخير بشكل عام وعلى التكفل بأخيه المسلم الذي يحتاج إلى مساعدة محتسباً الأمر عند الله في الدنيا وثواب الجنة في الآخرة وهذا الوعي بشكل خاص وهذه الثقافة المحمدية تنفيذاً لتعاليم الله عز وجل التي تحثنا على التكافل الاجتماعي بكل صوره.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) وقال أيضاً: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته).
ومن صور التكافل الاجتماعي أيضاً كفالة اليتيم وديننا الإسلامي رغب فيها حيث قال رسولنا الكريم (أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما) وأيضاً كفالة ذوي الإعاقة الخاصة وخاصة الإعاقة الذهنية الذي علاجها يتكلف الكثير وهناك تكافل الأسر الفقيرة وأصحاب الأمراض المزمنة حيث العلاج مكلف وهناك أيضاً تكافل أطفال الشوارع وحمايتهم من الانحراف ومسئولية التكافل الاجتماعي تقع أولاً علينا كأفراد ثم تقع على المجتمع كله وكذلك على منظمات المجتمع المدني وأيضاً على الدولة وعلى رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال.
وفي النهاية أهمس في أذن كل أب وكل أم اغرسوا في أبناءكم هذه القيمة العظيمة، قيمة التكافل الاجتماعي، الإحساس بالغير والعطف والشفقة عليه ونجدته قبل أن يشتكي أو يطلب لتنال رضا الله عز وجل وتفوز بجناته وبرؤية وجهه الكريم.
مدرس إدارة الأعمال واستشاري التنمية البشرية والعلاقات الأسرية