هيرمس
شايل جيل

حاجه حلوة .. عبد الرحمن عرام

 

إحنا جيل قد التحدي .. من الأزمة هنعدي .. عدي يلا وعدي .. دا الموجه هتهدي .. دا الدنيا في عنينا .. راسمة الأمل لينا .. بصي يا دنيا علينا .. إوعي فيوم تنسينا
- أشعار عبد الرحمن عرام 

ولد عبد الرحمن في الثالث من مارس عام 2000، بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، لأم مصرية مكافحة، تعشق أولادها الثلاثة، عبد الرحمن هو أصغر اخواته، أماني وعلي، عاشت الأم قصة كفاح كبيرة من أجل تربيتهم، وخاصة بعد وفاة الأب، والذي أثر رحيله في عبد الرحمن نظراً لارتباطه الكبير به، توفي الأب وعبد الرحمن عمره ٩ سنوات، بعد معاناه مع المرض لمده ٧ سنوات.

 ولم يترك الأب معاش لأبنائه وزوجته، فتحملت المسئولية كاملة، مسئولية ولدين وبنت، الحمد لله بنت غير مريضة، والولد الأكبر "علي" فهو أيضاً له احتياجات خاصة، حيث يعاني من تيبس في العضلات وروماتويد، ويحتاج علاجه إلى حقنه تكلفتها خمسه آلاف جنيه شهريا، علاوة على نفقات المأكل والملبس وخلافه ..... قررت الأم أن تعمل أغلب ساعات اليوم، ما بين دروس أو تجهيز أغذية وخضار وبيعها للسيدات العاملات وتحضير وجبات جاهزة وتوصيلها للمنازل، ومرت السنوات، وتخرجت "أماني" من كليه الآداب قسم اللغه العربية، ثم حصلت على دبلومة وتزوجت، واستطاع "علي" الالتحاق بكليه الحاسب الآلي، وهو الآن في السنه الأخيرة ... وتنتظر أمه يوم تخرجه والتحاقه بالعمل قريبا. 

أما عبد الرحمن – الشاعر الموهوب – فلم تدخر الأم جهداً فى دعمه، رغم إدراكها أن عمره العقلي أقل من عمره الفعلي بخمس سنوات، إلا أنها أصرت على تعليمه، ورفضت مقولة يكفيه أنه يعرف القراءة والكتابة، ورفضت أن يعمل ضمن نسبة الـ 5 % بأي وظيفة، وأصرت على أن يكمل تعليمه، رغم الكلمات المؤلمة التي كانت تسمعها من المقربين لها عن حالة ابنها واستحالة أن يكون شخصاً ناجحاً كونه من أصحاب الهمم ... 

 يقول عبد الرحمن، أمي هى سندي الرئيسي، ذاكرت لي وأكدت أن أحلامي قابلة للتحقق، ولو حصلت على الأم المثالية على مستوى مصر كلها، فلن يوفيها ذلك حقها.

لقد حاول الكثيرين إيقاف تقدمي، وحاولوا إثنائي عن استكمال المراحل التعليمية، ولكني استطعت أن أجتاز المرحلتين الابتدائية والإعدادية بفضل أمي ومثابرتها، وبدعمها حصلت على المركز الأول في الثانوية العامة، وتمكنت من دخول كلية التربية النوعية قسم الإعلام بجامعة بنها، و 

وصلت للصف الثاني وأصبحت أقترب يوما بعد يوم من تحقيق حلمي، بأن أصبح مذيعاً في يوم من الأيام.

ولأنها حقاً تستحق، فقد حصلت المعلمة منى شعبان – مدرسة اللغة العربية – على لقب الأم المثالية لمحافظة القليوبية العام الماضي، وقام بتكريمها اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ القليوبية، كما حصل بجوارها عبد الرحمن على لقب الإبن المثالي.

وبجانب اللقب حصل عبد الرحمن على العشرات من شهادات التقدير، والتكريمات العديدة، فهو المتحدث الرسمي لأصحاب الهمم، وأحد سفراء السلام، كان في مقدمة التكريمات، تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي له عام 2019.

ولازال إصراره يزداد يوماً بعد يوم للوصول لهدفه، فقد أتم منذ أيام دورته المتخصصة في فن التقديم التليفزيوني من ماسبيرو.
يقول عبد الرحمن _ بلسان فصيح _ وقفت في يوم أمام رئيسي .. قالي انت تقدر .. بس تقدر باختلاف ... حسيت ساعتها إني مش يتيم .. صحيح يتيم ومات أبويا ... بس ربي بعتلي أب.

ألف أب خايفين عليا .. ألف أب حاسين بيا .. جاي أقول ألف شكر .. ألف شكر بجد.

ويكمل الموهوب الملهم طريق نجاحه، شاكراً لنعم الله عليه، وعلى أمه وإخوته، و مؤكداً عدم وجود تحدي أقوى من إرادة الإنسان المصري، وخاصة إن كانت وراءه امرأة عظيمة مثل منى شعبان والدة عبد الرحمن (المذيع القادم باذن الله).