هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من آن لآخر

دراما بناء الإنسان

رمضان فى مصر .. حاجة تفرح .. دراما تخطف الأنظار (٤/ ٤)
 
 
دراما بناء الإنسان
 
 


لدينا نحن المصريين ثقة بلا حدود فى الرئيس عبدالفتاح السيسى.. جاءت نتاج تجارب ونجاحات وإنجازات.. وعدم السماح بوجود أزمات.. لأنه ببساطة هناك رؤية وتخطيط وفكر استباقى.. وربما زعم البعض ان رمضان هذا العام يأتى فى ظل تداعيات قاسية للأزمة الاقتصادية العالمية جراء الحرب الروسية- الأوكرانية.. لكن ولأن الدولة المصرية تنتهج سياسات وإستراتيجيات.. وفق تخطيط وتقديرات موقف لا تسمح فى النهاية باستشراء أى أزمة أوعدم السماح بوجودها لذلك كما قلنا لم يشعر المصريون بأزمة فى أى شىء.. وظهرت الوفرة فى الأسواق ومنافذ الدولة.. وجهود الدولة والتحالف الوطنى فى دعم الأسر والفئات الأكثر احتياجاً.
شهر رمضان جسد حالة القوة المصرية الشاملة فى كافة المجالات.. واستعادت مكانتها وسيادتها الدينية.. وأيضاً فى مجال القوى الناعمة خاصة ان رمضان هذا العام شهد خلطة ووجبة درامية رفيعة المستوي.. تتسم بالتنوع والعمق والأهداف والرقى والابتعاد عن الابتذال.. تخاطب بناء الوعى الحقيقى والارتقاء بالوجدان والذوق العام.. وتعميق الهوية المصرية وترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق الوطنية واظهار ما وصلت إليه مصر من تطور وبناء خاصة ما أحدثته المشروعات القومية والتجربة المصرية الملهمة من نجاحات وإنجازات غيرت وجه الحياة فى مصر على اتساع كافة ربوعها.
الوجبة الدرامية الرمضانية التى تنطلق عقب الإفطار.. جاءت لتلبى كل الأذواق بل وتحقق كافة الأهداف لدولة تنشد استعادة مكانتها وريادتها بثقة وثبات.. فما بين أعمال درامية تعكس ملاحم البطولات والأمجاد والدفاع عن وجود ومستقبل هذا الوطن.. وعن أمنه واستقراره.. وتواصل الأجيال تلو الأجيال لتسطر انتصارات عظيمة.. فهذا مسلسل الكتيبة (101) الذى جسد بطولات وتضحيات المقاتل المصرى فى كتيبة من كتائب الجيش المصرى العظيم فى أرض الأبطال والشهداء سيناء.. ليعلنوا ان مصر لا تخضع ولا تركع إلا لربها.. ولن تفرط فى حبة رمل واحدة من تراب هذا الوطن لذلك فإن مسلسل الكتيبة (101) يجسد انه مهما كانت الصعوبات والتحديات والظروف والواقع على الأرض فإن الجيش المصرى العظيم لا يعرف المستحيل.. ولعل محاولات انتزاع الشيخ زويد باءت بالفشل بسبب صلابة وقوة المقاتل المصري.. ومحاولات فصل سيناء عن جسد الوطن لم تفلح لأن هناك أبطالاً ورجالاً لا يهابون الموت.
لذلك أتمنى أن يكون هناك مسلسل درامى كل عام فى شهر رمضان يتناول بطولات الجيش المصرى العظيم.. وأيضاً على الأقل مسلسل آخر أو اثنان يعرضان خلال العام عن بطولات أخرى لخير أجناد الأرض ولدينا رصيد غير محدود من الأعمال البطولية والملحمية التى تجسد عظمة جيشنا العظيم مثل معركة جزيرة شدوان وكبريت والمزرعة الصينية.. وملاحم حرب الاستنزاف والأعمال خلف خطوط العدو، مما يبرز مكانة وشجاعة المقاتل المصري.
ما بين الوطنى والتاريخى والدينى الذى اختير بدقة وعناية وعبقرية ليكون مسلسل رسالة الإمام ضربة قاصمة لكل دعاوى التطرف والتشدد والإرهاب والتعصب.. مجسداً عظمة مصر وعطاءها للأمة.. ومرسخاً لوسطية واعتدال وإنسانية الإسلام كدين عظيم.
نجاح الدراما المصرية خلال شهر رمضان.. يعكس قدرة مصر الفنية والإبداعية.. وامتلاكها لجميع عناصر التفوق من كتابة.. وسيناريو وتمثيل وغناء وموضوعات مختلفة ومتنوعة.. ونجوم يتمنى الوطن العربى والمنطقة رؤيتهم.. هم رصيد حضاري.. وثقافى وإبداعى عظيم.. هذا الزخم الذى تراه فى وفرة النجوم والفنانين تشعر وأن كل فنان أسند إليه الدور المناسب ليؤديه ببراعة ومهارة.
دراما هذا العام تشير إلى أننا فى جمهورية الإبداع والرقي.. قوى ناعمة مكتملة الامكانيات تمتلك مقوماتها وعناصرها شعارها «صنع فى مصر».. لذلك تظل القاهرة هى مصدر الإشعاع الحضارى ومركز الفن والإبداع لا يستطيع أحد أن ينافسها فى ذلك.
الدراما المصرية.. تفوقت فى تنوعها حيث الدراما الوطنية والاجتماعية والصعيدية والشعبية والكوميدية الراقية.. والتاريخية والدينية.. وهناك ملامح محترمة لهذه الدراما هى حرصها على التقويم والإصلاح.. ففى مشهد من مسلسل «جعفر العمدة» يتعرض المؤلف لخطورة قضية (اللجان الإلكترونية) التى تحتضنها وترعاها قوى خارجية معادية تسعى لهدم الدول والأوطان.. وتأكيد المسلسل انه يجافى الوطنية.. وهدف هذه اللجان هو جمع المال والثراء مقابل الخراب.. ثم قضية خطورة قضية الادمان والتعاطي.. وهو ما حدث فى مسلسل (ضرب نار) حيث راح طارق شقيق مهرة ضحية لهذا الادمان اللعين.. أيضا ربط المواطن والشباب والأطفال بتاريخهم الوطنى ودعم وترسيخ الولاء والانتماء فى مسلسل الكتيبة (101) وأيضا «سره الباتع» وقدرة هذا الوطن على الخلود.. وأيضا الحرب على التطرف والتشدد والتكفير وهى حرب فكرية يؤديها مسلسل «رسالة الإمام» وأعمال أخرى مثل (الكبير أوى) الذى يزداد نجاحاً ومسلسلات أخرى ونجوم مصريون يتألقون مثل أحمد السقا فى «حرب» وأمير كرارة فى «سوق الكانتو».. ومحمد رمضان فى «جعفر العمدة» ومعه المتألقة هالة صدقى وأحمد فهيم وياسمين عبدالعزيز ونيللى كريم وروجينا وعودة الكبار مثل خالد زكى وصبرى عبدالمنعم وصلاح عبدالله وعبدالعزيز مخيون وأحمد ماهر وغيرهم من نجوم الشاشة فى التسعينيات، عادوا ليتألقوا ويتوهجوا.
الحقيقة ان الخلطة الدرامية التى قدمتها «شركة المتحدة» تستحق الاشادة وظنى انها صنعت لرؤية وتخطيط وهو ما تجسد فى التنوع والثراء.. والعمق فكل عمل له مجموعة من الأهداف والرسائل لكنها بعيدة تماماً عن الابتذال وتعمل على ترسيخ الرقى وتعرض نجاحاتنا وإنجازاتنا ومواطن الجمال غير المحدودة فى بلادنا وتعظم الفن والمبادئ المصرية.
نحن أمام دراما تبنى ولا تهدم الأوطان.. إاها دراما بناء الإنسان.
 
تحيا مصر