كنت قد عقدت العزم علي تناول بعض من تفاصيل زيارة ترامب لمنطقة الخليج العربي وليس "منطقة الشرق الأوسط "لكن اكتشفت من المهم أن نتناول الحدث الذي بدأت أعماله أمس وهو بدء اجتماعات القمه العربية العاديه وتحمل رقم ال34 وبحضور عدد من القاده العرب، لكن يمكن القول بأن هذه القمه تأتي بعد انتهاء زيارة الرئيس ترامب ،ونجاحه في عقد العديد من الصفقات التي تدعم الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من صعوبات يتحدث عنها عدد من الخبراء الاقتصاديين ،ولا مجال لها هنا ،ولا اعتقد أن هذه الزيارة سوف تلقي بإثرها علي القمه المحدد قضاياها من قبل.
المهم أن هذه القمه التي تشارك فيها الدوله المصرية بحضور الرئيس السيسي لها تعكس أهميه خاصة بالنسبة لمصر لانها تناقش وتحسم ما سبق أن دعت اليه القاهرة في العديد من القضايا الاقليميه التي تشهدها المنطقة العربية ،وذلك في إطار العمل العربي المشترك، ومن بينها الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في السودان واليمن وليبيا والصومال وجزر القمر، وكذلك عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها قضية السد الإثيوبي وتأثيره على الأمن المائي العربي، ومتابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية.
وكما أشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تصريحات صحفية سابقه ان الرسالة الرئيسية في هذه القمة هي تحقيق أكبر قدر من التكامل الاقتصادي في المرحلة المقبلة، مع تواتر الأزمات التي تشهدها المنطقة»، مشيراً إلى ان بغداد تستضيف ثلاث قمم في آن واحد: «القمة العربية الـ34»، و«القمة التنموية الخامسة»، وقمة «آلية التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن»، في إطار الآلية الثلاثية التي تأسست بين الدول الثلاث بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، وتنسيق المواقف بشأن قضايا المنطقة، (كانت الدول الثلاث، في اجتماع عُقد في يونيو 2021، قد اتفقت على «التمسك بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، و كذلك«التنسيق الأمني والاستخباري لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات»،بجانب الاتفاق على «تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية)
وكما أشار الوزير العراقي فان القمة سيخرج عنها مبادرات لتأسيس مراكز عربية متخصصة، منها؛ المركز العربي لمكافحة الإرهاب، والمركز العربي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والمركز العربي لمكافحة المخدرات».
نعود الي قمه آليه التعاون الثلاثي حيث من المقرر أن يتمّ استكمال الحوار حول مشروعات في قطاعات الكهرباء، والبنية التحتية، ومشروعات للربط المشترك، ومن ثم فانه من المتوقع ان تعطي هذه القمة دفعة قوية للعمل على سرعة تنفيذ هذه المشروعات في أقرب وقت ممكن، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث الشقيقة، وهو ما يعني مزيد من فرص العمل ،وكلنا نعلم أن العلاقات بين بغداد والقاهرة تشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأيضا الشركات المصرية، سواء الحكومية أو الخاصة، تلعب دورًا مهمًا في إعادة إعمار العراق ،مثل مشروع طريق المطار الجديد، الذي يربط مطار بغداد الدولي بالعاصمة، تم تنفيذه بأيادٍ مصرية ،كما تعمل بغداد حالياً علي مشروع ضخم يتمثل في بناء عاصمة إدارية جديدة، وقد تم الاتفاق مع شركات مصرية رائدة لتولي مسؤولية التنفيذ.
وبصراحة اعتقد أن هذه القمه اعادت العراق الي قلب القرار العربي مجددًا "وهي عوده حميده ومطلوبه "، بينما تعكس القمة التنموية رؤية حديثة لمسار جديد تتقاطع فيه المصالح السياسية مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية. وهذا الجمع بين القمتين يُجسد العراق كمنصة حقيقية للحوار والتكامل.
كما ارسل الصديق احمد الصالح بتليفزيون العراق انه تقرر عقد "مؤتمر الإعلام العربي الذي سيعقد في بغداد بعد القمة العربية للفترة من 21 -24 مايو لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالإعلام العربي ويشارك فيها عدد كبير من الشخصيات العربية السياسية والثقافية والفكرية والصحافية والإعلامية ،أجندة المؤتمر ستركز على أهمية توحيد الخطاب الاعلامي العربي لخدمة المصالح والقضايا المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية على عدد من الدول العربية، وكلنا أمل أن يسهم المؤتمر في خلق خطاب اعلامي عربي موحد ازاء القضايا العربية وقضايا المنطقة ،
خارج النص:
وصلتني رسالة من القارئ محمد حسين جعفر تعليقا علي ما كتبته في هذا المكان الأسبوع الماضي حول الأنشطه والزيارات التي يقوم بها الرئيس السيسي لتعظيم مكانة الدولة المصرية وإيجاد فرص استثمارية واستراتيجية تعزز هذه المكانة ،وقد رأيت انها تعكس أراء الكثير من أبناء هذا الوطن يحتاجون الاجابه التي طرحها في رسالته من قبلنا جميعا حيث قال "ان شرحكم للتحركات الرسمية للقيادة السياسية ربما تعوضنا عما خسرناه في السنوات الماضية كما ذكرت لك من قبل ولكن وما أصعبها من كلمة هل المجتمع الداخلى يشعر بهذا الجهد المبذول للحفاظ على مكانة مصر على المستوى العالمي ؟ في اعتقادي أن هذه مسئولية كبيرة تقع على عاتق كافة المسؤولين بالحكومة المصرية والأحزاب ليعرفوا الشعب المصري أين كنا من قبل وإلى ما وصلنا الآن وحضرتك تفهم ما أعنيه والله المستعان.. انتهت رسالة القارئ والأمر متروك لمن يتابع مع تحياتي.
بقلم :
عصام الشيخ