هيرمس
شايل جيل
العنعنة
بقلم / أحمد الوحش تُنسَب العنعنة لبعض القبائل العربية القديمة، كتميم وبني أسد وغيرهما، حيث كانوا يوثقون الأحداث شفهياً بقولهم "عن فلان عن فلان" ولم تكن الأداة الوحيدة للتوثيق فالشعر أيضاً كان له دور هام، وكلما كانت الأسماء مشهورة بالأمانة والصدق كلما كان الحدث أكثر مصداقية.


وقد استعان المسلمون بالعنعنة لحفظ الأحاديث النبوية، فكان رواة الحديث يسافرون للتأكد من صحتها، واستخدم العرب الكتابة على الجلود والورق للتوثيق، فاستبدلت العنعنة بالمصادر والمراجع، ثم تغير الحال بظهور الإنترنت، وأصبح التأكد من المصدر والمعلومة أمراً سهلاً...

فهل انتهت العنعنة؟ اقتصر استخدامها على الحياة اليومية بين الأفراد؛ ليستعينوا بأقوال بعضهم البعض، لكن في الآونة الأخيرة خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي، إِتَّضَح أن الغالبية لا يهتمون بالمصادر، حيث يكتب فلان منشوراً بدون إرفاق المصدر، وينشر المتابع هو الآخر بدون التأكد من صحة المعلومة، ولم يعد التوثيق وتحري الدقة كما يجب.

عزيزي القارئ، إن إرفاق المصادر يزيد من المصداقية، فالكلمة هي السلاح الأخطر على الإطلاق، لا يستغرق نطقها أو كتابتها بضع ثوانٍ، لكن شائعة واحدة كافية لإشعال فتيل الفتنة، وإذا تتبعنا تلك الأخبار، نكتشف أن الكاتب قد استعان بمنتدى "فتكات" ورسائل خالته التي تتحدث عن فتوى من العصر العباسي، أن المراهم والكريمات تفطر في رمضان.

فهل كانت المراهم والكريمات موجودة في العصر العباسي؟ وما دخل منتجات عناية الجلد بإبطال الصيام؟ السؤال الأهم ألا زلت حقاً تصدق أخباراً بلا مصادر؟





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق